أمينة صودقي... أول مدربة تايكواندو لتعليم الفتيات في المغرب

رياضة التايكواندو لم تعد حكراً على الرجال في المغرب، بل باتت تمارسها النساء والفتيات، وتشاركن في البطولات الوطنية والدولية.

حنان حارت

المغرب ـ ازداد شغف أمينة صودقي برياضة التايكواندو، عندما أسست جمعية أبطال التايكواندو عام 1999 وافتتحت نادياً خاصاً في مدينة الدار البيضاء في المغرب، لتعليم الفتيات والشباب مهارات وفنون الدفاع عن النفس.

التقينا أمينة صودقي في النادي الذي افتتحته خلال حصة التدريب، لتوضح لوكالتنا بداياتها في ممارسة رياضة التايكواندو "لم أكن أخطط لممارسة رياضة التايكواندو، فعندما كنت صغيرة كانت تستهويني كرة السلة أكثر، لكن عندما أكملت دراستي وحصلت على دبلوم إدارة الأعمال قررت دخول سوق العمل، والتحقت بإحدى المؤسسات التي تعمل في مجال السياحة".

وأضافت "تعرضت من قبل مديري لبعض التصرفات الغير أخلاقية، ما دفعني إلى تقديم استقالتي، وبعدها قررت تعلم فنون الدفاع عن النفس من أجل حماية نفسي في حالة ما تعرضت لأية مضايقات، وحتى لا أكون ضحية عنف أو تحرش في يوم من الأيام".

 

 

صعوبات وتحديات

وعن الصعوبات التي واجهتها قالت "في البداية تدربت كثيراً إلى أن حصلت على الحزام الأسود، وقد سبق وشاركت في بطولات على المستوى الجهوي والوطني، وبعدها قررت العمل كمدربة في إحدى النوادي لتعليم رياضة التايكواندو للراغبين في ممارستها، لكن عانيت كثيراً من التمييز ليس لشيء، سوى لأني امرأة".

ونتيجة الصعوبات والإكراهات التي صادفت أمينة صودقي، قررت تأسيس نادي خاص بها، لتدريب الفتيات والفتيان تقنيات ومهارات فنون الدفاع عن النفس "لقد كان ذلك تحدياً، لأني أردت أن أفرض ذاتي في رياضة يقال عنها إنها حكراً على الرجال، وأن أبرهن للجميع أني قادرة على تدريب الفتيان والفتيات، وأنا فخورة اليوم لأني دربت وخرجت عدد من الأبطال والمحترفين شاركوا في ملتقيات دولية ووطنية وحازوا على جوائز قيمة من مختلف بقاع العالم".

 

الآمال والطموحات

وفي عام 1994 اعتمدت اللجنة الأولمبية الدولية، التايكواندو رياضة أولمبية لدورة الألعاب الأولمبية التي جرت عام 2000 بمدينة سيدني الأسترالية، بعد أن كانت رياضة استعراضية، لهذا باتت آمال أمينة صودقي تكبر يوماً بعد يوم.

وعن طموحاتها قالت "أتمنى أن يصبح لدي نادي كبير، وأشرف على تدريب الأطفال الصغار وأعمل على تكوينهم من أجل أن يكونوا أبطالاً في المستقبل، ويشاركوا في الملتقيات الوطنية والدولية، لأن ممارسة الرياضة بشكل مستمر تحمي الشباب/ات من الانزلاق والانحراف".

واختتمت حديثها بالتأكيد على "ضرورة تخصيص الآباء والأمهات، لأبنائهم وقتاً إلى جانب الدراسة لتعلم رياضة التايكواندو أو أي رياضة أخرى، لأن الجسم السليم في العقل السليم، فالدراسة تغذية للعقل، كما أنها تغذي الروح وتبني الجسم".

 

ليست حكراً على الرجال

تدرب أمينة صدقي الرياضيين 3 مرات في الأسبوع، والكل يلتزم بوقت التمارين وينضبطون لقواعد الرياضة وقوانينها، آية وهبي تبلغ من العمر 19 عام، هي واحدة من الفتيات اللواتي تتدربن في النادي "بدأت التدريب قبل عامين، هذه الرياضة ليست حكراً فقط على الرجال، ولكن بات بإمكان الفتيات كذلك ممارستها، أنا لا أمارسها بهدف الاحتراف، ولكن أردت تعلم فنون التايكواندو من أجل ملء وقت الفراغ والحصول على جسد صحي، فبالنسبة لي ليست الفكرة أن فنون القتال تكون للدفاع عن النفس بقدر ما هي مهارات تكتسبها الفتاة مثلها مثل أي رياضة أخرى".

وأضافت "عندما سجلت في النادي وعلمت أن من ستدربني امرأة ازداد حماسي، فخلال حصة التدريب لا تكتفي المدربة أمينة صودقي بتعليمنا فنون الدفاع عن النفس، بل تعمل معنا أيضاً على الجانب النفسي والاجتماعي وكيفية بناء شخصية قوية".

ومن جانبها قالت دعاء بلاغ ذات 15 عام، التي بدأت تمارس رياضة التايكواندو قبل سبع سنوات "في كل حصة تدريب أحاول تطوير نفسي، لدي رغبة كبيرة في الاحتراف مستقبلاً والمشاركة في البطولات".

 

 

يرافق الآباء والأمهات أطفالهم الصغار إلى النادي من أجل تشجيعهم ومراقبتهم، ماجدة عكاشة واحدة من الأمهات التي تحرص على مرافقة ابنها قالت لوكالتنا "عندما بلغ ابني ثلاث أعوام فكرت في تسجيله في نادي لتعليم التايكواندو، وكنت حريصة على إدخاله إلى نادي تكون فيه المسؤولة امرأة حتى تكون له بمثابة أم ثانية، وتساعدني على بناء شخصيته، وتكونت لديه طاقة إيجابية وأندمج بشكل جيد في الحياة الاجتماعية".