سالي رايد... أول امرأة أمريكية تصعد إلى الفضاء

سالي رايد أول امرأة أمريكية في طاقم الفضاء تشالنجر للرحلة الفضائية "STS-7".

مركز الأخبار ـ أول امرأة أمريكية تصعد للفضاء وهي بعمر الـ 32 سنة، أطلقت على متن مكوك الفضاء تشالنجر عام 1983، كسرت القوالب النمطية للجنسين واستمرت في إلهام الفتيات بمتابعة مهن STEM، هي رائدة الفضاء سالي رايد.

 

حياة حافلة بالدراسة والمثابرة

سالي كريستن رايد من مواليد ولاية لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية في 26 أيار/مايو عام 1951، وهي الابنة الكبرى لأستاذ العلوم السياسية في كلية سانتا مونيكا يُدعى دايل بورديل رايد ووالدتها كارول جويس رايد المستشارة القانونية في منشأة إصلاحية للنساء في نظام السجون.

تلقت سالي رايد تعليمها في المراحل الأولى من عمرها في مدرسة بورتالا العليا، ومن ثم انتقلت إلى مدرسة برمنجهام الثانوية، وحصلت على منحة دراسية من مدرسة ويستلاك الخاصة للبنات في لوس أنجلوس، كما أبدت اهتماماً بالعلوم والرياضة البدنية الحركية منذ سن مبكرة بتشجيع والداها، وصنفت كلاعبة تنس على المستوى الوطني المحلي.

التحقت سالي رايد بجامعة سوارثمور بولاية بنسلفانيا، وبعد مضي ثلاثة فصول دراسية، تركت الكلية وعزمت على اتخاذ رياضة التنس مهنة لها لكنها لم تحقق إنجاز يذكر، فقررت العودة للدراسة الأكاديمية بعد مرور ثلاثة أشهر من التدريبات الشاقة، وتلقت دورات تعليمية في مجال الفيزياء في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، وتخرجت بدرجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية والفيزياء عام 1973. ثم التحقت بجامعة ستانفورد، وحصلت على درجة الماجستير في جامعة ستانفورد عام 1975، وعلى درجة الدكتوراه في الفيزياء أثناء إجراء الأبحاث على تفاعل الأشعة السينية مع الوسط البينجمي عام 1978، فكانت الفيزياء الفلكية وليزر الإلكترون الحر مجالات دراستها المحددة.

تزوجت سالي رايد من زميلها رائد الفضاء ستيف هاولي عام 1982، لكن علاقتهما لم تدم سوى خمس سنوات فانفصلا عن بعضهما عام 1987، عانت من مرض سرطان البنكرياس 7 أشهر، وتوفيت على إثره في 23 تموز/يوليو عام 2012، عن عمر ناهز الـ 61 عاماً، ودفنت بجوار قبر والداها في مقبرة وودلاون التذكارية بسانتا مونيكا في كاليفورنيا.

 

إنجازاتها

تفوقت سالي رايد على ألف متقدم في إعلان صحيفة لطلاب ستاتفورد الملحق ببرنامج رواد الفضاء للانتساب إلى وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا NASA"، وتم اختيارها للانضمام إلى الوكالة عام 1978، وخدمت في جهاز إرسال الكبسولات الأرضي "CapCom" لرحلات المكوك الفضائية الثانية والثالثة "STS-3 و  STS-2"، وساعدت في تطوير ذراع الروبوت "كنيدرم" للمكوك الفضائي.

في الثاني والثلاثون من العمر وتحديداً في 18 حزيران/يونيو عام 1983، أصبحت سالي رايد أول امرأة أمريكية في الفضاء كعضو في طاقم الفضاء تشالنجر للرحلة الفضائية "STS-7"، كما تطلبت مهمتها تشغيل الأقمار الصناعية، وبعد مضي أسبوع عادت إلى الأرض في 24حزيران/يونيو.

وفي شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1984، عادت سالي رايد مجدداً للفضاء على متن مكوك تشالنجر، واستمرت الرحلة لمدة تسعة أيام، وبسبب الحادث المأساوي إثر انفجار مكوك تشالنجر، أُلغيت رحلة ثالثة لها والتي كانت من المقرر المباشرة بانطلاقها في 28 كانون الثاني/يناير عام 1986.

شاركت رائدة الفضاء سالي رايد في اللجنة الرئاسية التي حققت في حادث انفجار مكوك الفضاء، وفي عام 1987 تقاعدت من العمل في وكالة ناسا، وأصبحت فيما بعد مديرة معهد كاليفورنيا للفضاء California Space Institute بجامعة كاليفورنيا سان دييجو.

 

مسيرتها المهنية بعد وكالة ناسا

عملت سالي رايد كأستاذة في الفيزياء وشاركت في تأسيس منظمة خاصة بها عام 2001 "علوم سالي رايد Sally Ride Science" للعمل في البرامج والمنتجات التعليمية بمنشورات علمية ترفيهية، ولمساعدة الفتيات والسيدات بمواصلة السعي والعمل لتحقيق اهتماماتهن بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وقد ألهمت برامج التوعية العديدة عدداً لا يحصى من الفتيات لدخول الوظائف التي تعتبرُ حكراً على الرجال فقط.

تضمنت إحدى جهود الشركة إضافة تجربة Moonkam إلى تحقيقاتGrail moon gravity التابعة لوكالة ناسا، والتي سمحت للطلاب باختيار والتقاط صورهم الخاصة من مدار القمر.

في عام 2003، طُلب منها أن تخدم في لجنة تحقيق الحوادث في كولومبيا، كما أنها قدمت الدعم العلني لجهود المهندس روجر بويسجولي الذي حذر من المشاكل الفنية التي أدت إلى حادثة تشالنجر، بعد أن تجنبته كل القوى العاملة، لكن سالي رايد الوحيدة التي أظهرت دعمها ومؤازرتها له.

شاركت سالي رايد في كتابة سبعة كتب حول الفضاء الموجه للأطفال، بهدف تشجيع الأطفال على دراسة العلوم، ومن كتبها "إلى الفضاء والعودة" و"المسافر" و"الكوكب الثالث" و"لغز المريخ" و"استكشاف نظامنا الشمسي".

شجعت رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما عام 2008 في اتخاذ قراراته، وفي 7 أيار/مايو عام 2009 أصبحت عضوة في لجنة مراجعة خطط رحلات الطيران التابعة للولايات المتحدة، بطلب من مكتب سياسات العلوم والتكنولوجيا.

 

سالي رايد حطمت الحواجز بين الجنسين

تعتبر رائدة الفضاء سالي رايد نموذجاً يحتذى به كافة النساء والفتيات اللاتي لا يزلن يمثلن تمثيلاً ناقصاً في مواضيع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، فالكثير من وسائل الإعلام في وقت الرحلة الفضائية الأولى اهتمت بسالي لكونها امرأة ولاسيما أنها عضوة في طاقم الفضاء في وكالة ناسا، كما وجه إليها المراسلون عدة أسئلة حول إدارة نفسها في طاقم الفضاء، وخلو حياتها من ترتيبات المكياج والملابس.

أصرت سالي رايد على أنها رأت نفسها بطريقة واحدة فقط كرائدة فضاء ناجحة حطمت الحواجز بين الجنسين، هذا وقد سبقتها امرأتان سوفياتيتان هما "فالنتينا تيريشكوفا" عام 1863، و"سفيتلانا سافيتسكايا" عام 1982.

 

تكريمات لإنجازاتها القيّمة

حصلت سالي رايد في عام 1994 على جائزة Samuel S. Beard لأعلى خدمة عامة نتيجة مساهماتها في مجال العلوم واستكشاف الفضاء، ونالت على وسام ناسا للسفر عبر الفضاء "NASA Space Flight Medal"، وجائزة من الرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت "NCAAs Theodore Roosevslt Award"، كما قام حاكم كاليفورنيا أرنولد شوارزنيغر والسيدة الأولى ماريا شرايفر بتقليدها في قاعة المشاهير في متحف كاليفورنيا للتاريخ والمرأة والفنون في 6كانون الأول/ديسمبر عام 2006.

أعلنت وكالة ناسا بتحديد موقع الهبوط على شرف رائدة الفضاء سالي، وفي كانون الأول/ديسمبر عام 2012 منحتها مؤسسة الفضاء جائزة لإنجاز العمر الذي قدمته تكريم لها.

وعقد في 20أيار/مايو عام 2013 ملتقى بعنوان "تحية وطنية لسالي رايد" في مركز جون ف. كينيدي للفنون الأدائية في العاصمة الأمريكية واشنطن، وفيه أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن سالي ستحصل على وسام الحرية الرئاسي.

تمت تسمية سفينة الأبحاث الأوقيانوغرافيةRV Sally Ride AGOR-28  على شرف سالي رايد من قبل البحرية الأمريكية  في عام 2014.

وكرمتها جوجل دودل في يوم المرأة العالمي عام 2017، وقد أصدرت دائرة البريد الأمريكية ختماً بريدياً من الدرجة الأولى تكريماً لإنجازاتها القيمة عام 2018.