قصيدة "بلح ورصاص" من المجموعة الشعرية "حطب"

صور شعرية تعبر عن قساوة المشاهد وبشاعة انتظار الأمهات.

للشاعرة والكاتبة والصحفية الكردية العراقية كولالة نوري، ولدت في كركوك عام 1969، تكتب باللغة العربية، وتحمل دبلوم في اللغة الروسية، وحصلت على الدكتوراه في الترجمة الإنكليزية.

عملت كمعلمة لغة كردية وفي قضايا المرأة وحقوق الإنسان، وساهمت في الترجمات الأدبية، وصدرت ترجماتها لشعر فلاديمير فيسوتسكي من الروسية إلى الكردية والعربية في عام 2011، مثلت العراق ونفسها كشاعرة في الكثير من المهرجانات والمؤتمرات العربية والغربية، أصدرت أول مجموعة شعرية "لحظة ينام الدولفين" في عام 1999.

"بلح ورصاص" هي إحدى القصائد الشعرية التي نشرتها صمن المجموعة الشعرية "حطب"، والتي صدرت عام 2009، صورت الشاعرة كولالة نوري من خلالها بعض مشاعر القسوة، لكنها قسوة مشروعة، حيث وجدت نفسها وسط كم هائل من الخطوط المتشعبة بالخطر حين اختلطت أمامها الرؤى، فكان هناك أمهات تنتظر عودة ابنها، فيصبح الشهيد قتيلاً، والبلح يقف في وجه الرصاص.

 

تقول أبيات القصيدة:

بلح ورصاص

أرشيف امرأة بلا بطاقات تدخلها جنان الأرض أو السماء

حكاية أم سرقوا طفلتها وهي تغادر جنازاتهم...

كيف تغادرنا بصبر شديد وتتركنا توابيت تواجه الأتربة!!

أمهات تسمرن طويلاً

على أبواب السراديب وبين غياب الله الطويل

قبل حضور رجال من جزر بعيدة.

أمهات ينتظرن طويلاُ على أبواب الأزمنة

قد يلتقطن اقتراحاً لحفظ الألم ولو قليلاً خارج الشغاف!

نساء عامرات منتظرات دائماً كالمطارات، لإخوة من هراء.

حبيبات لحفاري القبور!!

أو زوجات لهراوات المخصيين!

أو مهدورات من ملثمين!