الكومينات.... اللبنة الأساسية لبناء وتطبيق مشروع الأمة الديمقراطية

للوصول إلى نسبة أكبر وبشكل أسرع للمرأة وتوعيتها تعمل ناطقات باسم مؤتمر ستار ضمن الكومينات بشكل كبير من أجل تنظيم صفوف النساء بشمال وشرق سوريا، وتوعية المجتمع على أسس ومبادئ المساواة والديمقراطية.

فيدان عبد الله

الشهباء ـ يعتبر الكومين البنية الأساسية لبناء وتطبيق مشروع الأمة الديمقراطية بشمال وشرق سوريا، ويلعب دوراً بارزاً في تنظيم ومساندة وتطوير الشعب على جميع الأصعدة، كما تعرف ثورة شمال وشرق سوريا بثورة المرأة فأنهن يمثلن نحو 70 بالمئة في جميع الكومينات واللجان.

لتنظيم صفوف المرأة بشكل أوسع وتدريبهن على المستوى الفكري، والوصول لجميع النساء وحل مشاكلهن والقضايا المتعلقة بهن في مقاطعة الشهباء وقرى ناحية شيراوا التابعة لمقاطعة عفرين، شكل مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا ناطقات باسم المؤتمر في جميع كومينات المنطقة.

وحول هذا قالت عضو منسقية مؤتمر ستار في إقليم عفرين كولي محمد "قمنا بتشكيل كومينات ومراكز خاصة بالمرأة في السنوات الأخيرة، وعلى هذا الأساس عملت العضوات، وبعد تهجير أهالي عفرين لمقاطعة الشهباء، وللحفاظ على تنظيم نساء عفرين وحمايتهن من تأثيرات النزوح السلبية، عادت الإدارة الذاتية الديمقراطية بتشكيل كوميناتها على مستوى مقاطعة الشهباء، ومع إعادة مؤتمر ستار وبناء هيكليته في الشهباء شكلت ناطقات في كل كومين تمثل إرادة ووجود المرأة".

 

"للوصول إلى النساء بنسبة أكبر وأسرع"

وعن مهام الناطقات وما تقدمن للمرأة والمجتمع قالت "كان من الضروري الوصول لجميع النساء وحمايتهن من تأثيرات النزوح لتصبح هذه النقطة أسهل وأقرب، فاخترنا الكومين كونه البنية الأساسية للمجتمع لتعيين ناطقات باسم مؤتمر ستار لتكن المقصد لحل مشاكل المرأة، وزيارة العائلات وتنظيم وتدريب النساء من جديد عبر الكومين".

وأشارت كولي محمد إلى أنهن كمنسقية مؤتمر ستار في المنطقة يجتمعن كل 15 يوم مع هؤلاء الناطقات الذي يزيد عددهن عن 100 ناطقة، موزعات في قرى مقاطعة الشهباء وناحية شيراوا، وخلال هذه الاجتماعات يناقشن المواضيع والمشاكل التي تَرِدُ لهن، ويركزن على ضرورة تنظيم وتدريب المرأة بشكل أكبر وكيفية الاقتراب من النساء وزرع الثقة بين بعضهن البعض.

وأضافت أن "انتخابات اختيار الناطقات في الكومين تجري كل أربعة سنوات، وذلك عن طريق فتح باب الترشح أمام كل امرأة ضمن كومينها، والاختيار يكون عن طريق انتخاب النساء، وبشكل منظم من الكومين إلى إدارة البلدة والناحية وصولاً لمنسقية المقاطعة وتنظم المرأة نفسها ضمن المنطقة وتعمل على تطوير شخصيتها".

 

ناطقات باسم مؤتمر ستار في الكومين

وبدورها قالت الناطقة باسم مؤتمر ستار في الكومين السادس بناحية تل قراح في الشهباء أمل محمد "كخطوة مبدئية عملنا على توضيح دور ومهام مؤتمر ستار للمجتمع بشكل أدق، حيث أن البعض كانوا يتخذون أفكار خاطئة عن مبادئ ومهام المؤتمر، وزرع الهلع والخوف من مشاركة قضاياهم ومشاكلهم مع الناطقات في الكومينات".

وأوضحت أن "الانخراط في تنظيم مؤتمر ستار والتعرف عليه بعمق يزرع الثقة والإصرار في شخصية كل امرأة، وهذا ما نسعى إليه خلال عملنا، من خلال زيارات متكررة لمنازل المدنيين عبر الكومين وتنظيم صفوف النساء للاحتماء من كل شيء في ظل ظروف الحرب والتهجير وما تخلفه من تأثيرات على كل امرأة، وزرع فكرة المساواة بعيداً عن السلطة والسلطة الأبوية".

 

يحتضن كل امرأة

ومن جانبها قالت الناطقة في الكومين الثامن بناحية تل قراح فيدان عليكو أن "الناطقات باسم مؤتمر ستار في الكومين يعتبرن القدوة لكل امرأة في الكومين، فالناطقة تعمل بكل مسؤولية وجرأة للوصول إلى كل النساء وتدريبهن وتوعيتهن بالتحديات التي تواجههن والعادات والتقاليد التي تسيء للمرأة سواء كان زواج القاصرات، أو تعدد الزوجات وغيرها".

وأشارت إلى أنه "حتى هذه اللحظة هناك بعض النساء اللواتي يواجهن المعاناة جراء سيطرة الفكر الأبوي الذي ما يزال مرجعاً في مجتمعاتنا، وتتعرض المرأة للعنف على يد أحد ذكور العائلة، وعلى ذلك تكون الناطقات في كل كومين حاضرات للاستماع إلى جميع مشاكل ومعاناة كل امرأة ومساندتها وتقديم الدعم المطلوب لها".

 

محاربة الفكر الأبوي

لكل عمل جانب من الصعوبات على مدار اليوم وحول ذلك قالت الناطقة في الكومين الرابع بناحية بابنس في الشهباء زلوخ حنان "خلال فترة تهجيرنا للشهباء وحتى يومنا الراهن عملنا على إيصال فكرة الثقة وروح المسؤولة منا كناطقات لكل امرأة في المنطقة، وهذا ما شجعهن للتوجه إلينا لمساعدتهن في حل أي مشكلة قد تواجههن، فنحن نعمل بكل جهدنا وطاقتنا لحلها وإن حصل وتعقدت الأمور ولم نتمكن من السيطرة عليها نحلها من خلال المشاركة مع لجنة الصلح أو دار المرأة في الناحية التي نعمل بها، فالأولوية لدينا هي الوصول للحل ومساندة المرأة".

وأضافت "نواجه مصاعب ومعاناة من الفكر الأبوي في بعض الكومينات، حيث أن بعض رؤساء الكومينات الرجال يرفضون آراء ومكانة الناطقات ضمن الكومين، ويصرون على فرض آرائهم وتدخلاتهم في شؤون المرأة وما تقدمه الناطقات من حلول ومقترحات للمشاكل ويجدون أنفسهم على حق دائماً، إلا أننا عبر النقاش والتدريب المتواصل نسعى لإيصال فكرة ضرورة مشاركة المرأة واحترام وجودها وكيانها في المجتمع".