'من خلال تسميم الطالبات يحاولون كسر عزيمة وإرادة المرأة في إيران وشرق كردستان'

استنكرت معلمات وإداريات في مدارس مدينة منبج بشمال وشرق سوريا، حالات التسميم التي تعرضت لها الطالبات في إيران وشرق كردستان، وطالبن بالكشف عن الأسباب الكامنة وراء ذلك.

سيبيلييا الإبراهيم

منبج ـ تعرضت المئات من الطالبات في أكثر من خمسين مدرسة للفتيات في مختلف مدن إيران وشرق كردستان للتسميم منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2022، وحتى الآن يكتنف الغموض القضية وسط تكهنات متناقضة لم يتم إثبات أياً منها بدلائل مقنعة.

أثارت قضية تسميم أكثر من 7000 طالبة في إيران وشرق كردستان، ردود فعل غاضبة لدى المعلمات والطالبات في منبج بشمال وشرق سوريا، مطالبات المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية بالتدخل وإجراء تحقيقات شفافة للكشف عن ملابسات التسميم الذي تعرضت له الطالبات في إيران.

وحول هذا الموضوع قالت نائبة الرئيسة المشتركة في لجنة التربية والتعليم في منبج وريفها عبير البرهو إن "تعرض الطالبات للتسميم هو تأكيد على محاربة النساء والفتيات وانتفاضتهن لأنهن أساس المجتمع، يريدون من خلال تسميم الطالبات كسر عزيمة وإرادة المرأة في إيران وشرق كردستان".

وأوضحت أن "الحكومة الإيرانية تتبع سياسية قمع ممنهجة ضد الانتفاضة"، مطالبة منظمات المجتمع الدولي بالتحقيق في هذه الجرائم التي تطال الطالبات في المدارس ومحاسبة مرتكبيها "نعلن تضامناً مع النساء والفتيات ونحيي نضالهن، مؤكدين أنه ليس هناك سبيل للتراجع واليأس، وعليهن الاستمرار بالانتفاضة في وجه الظلم والحصول على حقوقهن".

ونددت الإدارية في إحدى مدارس منبج أمينة المراد بحالات التسميم "نحن كمعلمات مدينة منبج نستنكر أي ممارسة ضد أي فرد في السلك التعليمي سواء كانت معلمة أو طالبة، لن نقبل بما يحدث في إيران من حالات تسميم للطالبات".

وطالبت بإجراء تحقيق عام وشامل للكشف عن الأسباب "على الفتيات والنساء عدم التخلي عن حقهن في التعليم والاستمرار بالانتفاض حتى تحقيق مطالبهن".

ومن جانبها أكدت الإدارية هدى جمال على أن تسميم الطالبات في مختلف مدن إيران وشرق كردستان جريمة بحق الإنسانية "الهدف من تسميم الطالبات هو القضاء على التعليم وقتل روح الحرية ونشر العنف بين المجتمع، فحالات التسميم تسببت بإيقاف التعليم وتعطيل المدارس، وسببت حالة من الخوف والذعر لدى الأهالي في إيران من إرسال فتياتهم للمدارس".

وأكدت أنه على الحكومة الإيرانية اتخاذ الإجراءات المناسبة للحد من هذه الجرائم، موجهة رسالة للطالبات في إيران قالت فيها "لا للضعف لا للهوان، عليهن الاستمرار بالمطالبة بالحرية والعملية التعليمية والسعي وراء العلم حتى لو كانت الأرواح فداء ذلك".

وتطرقت المعلمة ختام ولو إلى الأضرار التي ستنجم في حال استمرت حالات تسميم الطالبات دون الكشف عن أسباب وخلفية ذلك "سيكون هنالك تعطيل للعملية التعليمية والقضاء على الروح الثورية للفئة الشابة، فاستمرار تسميم الطالبات هي بهدف الحد من تعليم الطالبات".

وطالبت من ذوي الطالبات "تشجيع الطالبات وتوعيتهن على أهمية التعليم، فالتعليم مهم للغاية وخاصة في حياة النساء فالمرأة المتعلمة تستطيع أن تتغلب على كافة أشكال العنف الذي يمارسه بحقها المجتمع".