مجلس المرأة الحرة في الشهباء... عاماً من التوعية للمرأة والمجتمع

بافتتاح دور المرأة في جميع نواحي مقاطعة الشهباء في شمال وشرق سوريا، واتخاذها مكاناً في الكومينات والمجالس ظهرت شعبية المرأة ودورها في إدارة المجتمع وحل قضاياها بنفسها

روبارين بكر 
الشهباء ـ .
عقد مجلس المرأة الحرة في عام 2021 من خلال عضواته في الكومينات والمجالس ودور المرأة 212 اجتماع و184 محاضرة توعوية للمجتمع والنساء في مختلف الجوانب والمواضيع الساعية لخلق العدالة والمساواة في الحياة الاجتماعية، ونقاش التطورات السياسية والمشاركة بآرائهن.  
وخلال العام 2021 افتتحت دورتان فكريتان لنساء الشهباء ركزت فيهما على تعريف المرأة بتاريخها المهمش والضائع، وحقوقها والتشديد على اعتماد المرأة على نفسها دائماً وابداً وفي جميع مجالات الحياة، بالإضافة لافتتاح ثلاثة دورات تدريبية مشتركة بين النساء والرجال وضحت من خلالها المعتقدات الخاطئة التي جعلت من الرجل مستعبد لتنفيذ أوامر السياسة السلطوية.  
 
قدوة لجميع النساء 
 
 
الإدارية في منسقية مجلس المرأة الحرة للشهباء رحاب جبو تحدثت عن أعمال ونشاطات المجلس في المنطقة وكيف كان في البداية وكيف أصبح اليوم قائلةً "مضى وقت والنضال ما زال مستمراً، فالمزايا الشخصية بدأت تتوضح للتعمق بقضايا المرأة لإيجاد الحلول الجذرية لحل كافة هذه القضايا من خلال فكر حرية المرأة، وتحليل المجتمع، وعلاقات العائلة والفرد والتسلح بالعمل الدؤوب الذي قامت به نساء الشهباء".  
وأضافت "بدأنا العمل بامرأة واليوم أصبحت ثورتنا غنية ومتنوعة بألوان الربيع والمرأة الحرة التي أثبتت قدرتها وجدارتها بكافة المجالات، وأخص بالذكر هنا ثورة المرأة في شمال وشرق سوريا التي كانت الأولى من نوعها بتواجد النساء وقيادتهن لها، وبتن قدوة لكافة نساء العالم". 
وعن المميزات لعمل المرأة في الشهباء خلال عام 2021 قالت "شهد هذا العام انضمام عدد كبير من النساء للمجلس وبالأخص المرأة العربية، وتميزت المرأة بإرادتها وجرأتها في نظام الرئاسة المشتركة وجميع المجالس وحركات المرأة، كما أن مجلس المرأة الحرة حمل على عاتقه تنظيم المرأة الشابة". 
عن الدافع الذي قوى من إرادة المرأة وشجعها على السير في طريق الحرية ذكرت رحاب جبو "كافحت المرأة ومازالت مستمرة بكفاحها ضد الذهنية الذكورية التي كرستها الدول الرأسمالية الذكورية التي بنت مجتمعٍ ذكوري وعائلة ذكورية وفرداً ذكوري لا يقبل دور المرأة ولا يعترف بإمكانياتها وقدراتها في إدارة العائلة، المجتمع والمؤسسات، وإلى الآن المرأة تناضل متسلحة بفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان الذي نادى بالحرية، والمساواة والحياة التشاركية وآمن بدور المرأة في إدارة المجتمع".  
وخصت رحاب جبو انفتاح المرأة من الجانب السياسي وتطور فكرها وتقوية نفسها بالتدريبات التي يفتتحها المجلس "الانفتاح السياسي، الفكري خطوة من الخطوات التي حققتها المرأة في الشهباء إذ من المعروف أن المرأة كانت بعيدة عن السياسة، الدبلوماسية وعن الفكر الفلسفي واستطاعت تقوية شخصيتها في هذا الجانب من خلال قراءة الكتب، والدورات التي تلقتها المرأة في أكاديمية مجلس المرأة في الشهباء".
وعن الأعمال التي قام بها مجلس المرأة الحرة في الشهباء خلال العام ذكرت أيضاً "قمنا بعدة ندوات كانت عن الدساتير المتعاقبة في سوريا، منها ما تعرضت له المرأة قبل، وبعد وخلال الأزمة فكانت على شكل حوارات لتقييم المرأة ومكانتها في الأزمة والثورة في شمال وشرق سوريا".  
عن التغيرات التي تمكن مجلس المرأة من تحقيقها على فكر الرجال، بكونها منطقة يعرف رجالها بتمسكهم بالعادات والتقاليد التي تنتقص من حقوق المرأة قالت "الذهنية الذكورية ما زالت راسخة في فكر الكثير من العوائل المتواجدة في المنطقة، مما أدى لظهور عدد من حالات اغتصاب، وقتل بدواعي الشرف ومحاولات الانتحار وغيرها من السياسات الممنهجة على النساء وعليها تزداد فعاليات ومحاضرات المجلس التوعوية للشعب". 
 
مشاريع اقتصادية ومبادرات تعاونية لتقوية اقتصاد المرأة 
وعن الجانب الاقتصادي ولتحقيق استقلال المرأة ومساعي المجلس لمساندة النساء بينت "وسط ما تعانيه المنطقة من حصارٍ خانق من قبل النظام السوري قام مجلس المرأة الحرة بافتتاح عدة مشاريع خاصة بالنساء من خلال مشاريع زراعية بكون المنطقة زراعية ولا يمكن افتتاح مشاريع تجارية واستثمارية أكثر بسبب الحصار، بالإضافة لتربية المواشي ومبادرة من خلال صناديق تعاونية بين النساء لمساندة بعضهن البعض".
حول القضايا والخلافات التي وردت لدور المرأة ذكرت أنهم تمكنوا من حل 188 قضية منها خلافات زوجية، وطلاق، وزواج قاصرات، وخلافات عائلية، وأضافت "كان هناك توسيع في مجال الحماية الجوهرية خلال هذا العام، فكان عدد النساء المشاركات أكثر بكونها القوة والنواة في المجتمع بحالة الحرب والتهديدات الدائمة، بالإضافة لتكثيف الدورات التدريبية على السلاح ليكون للمرأة دوراً أساسي في حماية المنطقة، العائلة ونفسها".
وعن المشاريع والمخططات التي سيسعى إليها مجلس المرأة الحرة في العام القادم قالت رحاب جبو "نشاطاتنا للعام المقبل، تكثيف التدريبات، وزيارات لنشر الوعي وفكر وخطط وأهداف المرأة الحرة، وحملة الزيارات المستمرة دائماً وأبداً ونقاش مع العوائل التي تتعرض للعنف، وتوسيع المشاريع الاقتصادية، تدريب النساء بشكلٍ أكبر والرجال أيضاً، وتدريبات مشتركة بين نساء عفرين والشهباء لتبادل الخبرات والآراء بين بعضهن البعض". 
 
تغيرات وتقلبات إيجابية في حياة النساء 
 
 
في حين قالت جيهان كوسا وهي من أهالي ناحية أحرص التي انضمت للعمل ونشاطات مجلس المرأة الحرة في الشهباء خلال هذا العام وتطرقت للتغيرات الإيجابية في حياتها وشخصيتها "هناك تغيرات جذرية وكبيرة على حياتي قبل وبعد العمل إذ تمكنت من إبراز مكاني من امرأة عادية إلى فرد مؤثر وفعال في المجتمع بعد أن أدركت التأثير المهم والفعال للمرأة في المجتمعات". مبينةً "هذا ما كان معدوماً في التاريخ الذي سمعناه من أجدادنا وأهلنا وأيضاً في المدارس والكتب. تعرفنا على فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان الذي عرف المعنى الحقيقي للإنسانية وكافح ضد السياسات الرأسمالية".  
 
 
فيما أشارت نهيدة أوسو التي أصبحت وبعد عملٍ دؤوب بتطوير شخصيتها وفكرها إدارية في دار المرأة إلى أنها في البداية واجهت الكثير من المصاعب من ناحية الإدارة والنقاش والخروج من إطار المنزل للعمل وتبادل النقاشات المختلفة معه بشكلٍ مباشر.
وشددت على أنها كسرت هذه القوالب التي حرمت المرأة من دورها في المجتمع وهو عدم قدرتها على الخروج من المنزل وانضمت خلال هذا العام لدورة تدريبية فكرية على مدار شهر وهذه الخطوة ليست بهينة وسط مجتمع منغلق فكرياً. 
وعن التأثيرات والتغيرات التي حققتها الدورة في شخصية نهيدة أوسو قالت "أن للدورة التدريبية تأثير كبير على شخصيتي وطريقة تفكيري، بإمكاني نشر التوعية والتدريب لما استنتجته وتعرفت عليه في التدريب لكافة نساء المجتمع وإخراجهن من ذهنية المجتمع الذكوري والسلطوي".