معاناة مضاعفة تعيشها النازحات في مراكز الإيواء

تشتكي العديد من النازحات اللواتي فقدن منازلهن بسبب الزلزال، من الأوضاع المعيشية والخدمية السيئة التي يعشنها داخل مراكز الإيواء التي تشرف عليها مؤسسات حكومة الإنقاذ الذراع المدني لما تسمى بـ "هيئة تحرير الشام".

هديل العمر

إدلب ـ تفاقمت معاناة مئات النساء والأطفال الذين يقطنون في مراكز الإيواء التابعة لـ "هيئة تحرير الشام"، في ظل غياب شبه تام للرعاية والاهتمام في تلك المراكز، وسط انعدام للمستلزمات المعيشية الأساسية واللازمة.

يعاني أطفال رشام الزين (35عاماً) الثلاثة من أعراض مرضية صعبة وقاسية أبرزها ارتفاع درجات الحرارة، وضيق التنفس والتهاب القصبات المزمن، نتيجة البرد القارس وغياب وسائل التدفئة في مركز الإيواء الجماعي الذي تقطنه بالقرب من مدينة حارم غرب إدلب.

تقول رشام الزين إن مركز الإيواء الذي تسكنه مع أطفالها لا يصلح بأي شكل من الأشكال للعيش والسكن، في ظل افتقاره لكافة الخدمات والمستويات الأولية للحياة، كالماء والتدفئة والكهرباء، بالإضافة للطعام والدواء.

وأضافت أن جميع محاولاتها لتأمين مأوى بديل يضمن لها حياة مستقرة وعيش آمن بائت بالفشل، نتيجة الإيجارات المرتفعة وعدم قدرتها على تحمل نفقات وأعباء الحياة، خاصة وأنها خسرت جميع ممتلكاتها بما فيها أثاث منزلها نتيجة انهيار المبنى الذي كانت تسكنه.

وأشارت إلى أنها تضطر للمشي حوالي خمسة كيلو مترات للوصول إلى أقرب نقطة طبية من مركز الإيواء، وذلك لعلاج أطفالها الذين تأزمت حالتهم الصحية والنفسية بشكل كبير نتيجة النزوح والأوضاع المزرية التي يعيشونها.

وأوضحت أن مراكز الإيواء التي تشرف عليها المنظمات الإنسانية أفضل حالاً من تلك التي تشرف عليها ما تسمى بـ "وزارة التنمية" التابعة لحكومة الإنقاذ، والتي لم تقدم أي شيء للنازحين باستثناء وجبة الغذاء الوحيدة يومياً.

ووفقاً لإحصائيات محلية، فإن أعداد النازحين جراء الزلزال بلغت نحو 171 ألف نسمة، متوزعين بين مراكز الإيواء والمخيمات العشوائية والنائية وبين الأراضي الزراعية والأحراش الجبلية، وسط ظروف إنسانية غاية في الصعوبة.

"بتنا ليلة كاملة في العراء وتحت الأمطار" بهذه الكلمات تلخص منار العبود (35عاماً) وهي إحدى المتضررات من الزلزال، معاناتها بعد انهيار مركز الإيواء الذي كانت تقطنه بفعل الأمطار والسيول التي اقتلعت الخيمة التي لم تبدي أي نجاعة في مواجهة التقلبات الجوية.

تقول منار العبود إنها لم تتخيل يوماً أن تعيش هذه الأوضاع والظروف المأساوية التي جعلتها تعيش حالة من التشرد والنزوح وعدم الاستقرار، بالتزامن مع غياب أدنى وسائل الرعاية الأولية، مما جعل السكن ضمن مراكز الإيواء أمراً شاقاً ومرهقاً لدى العديد من الأهالي والسكان.

وأضافت أن دورات المياه تبعد نحو 200 متر عن مكان السكن ضمن تجمع الإيواء، بالإضافة لغياب شبه تام للمياه الصحية والمواد الغذائية والنقاط الطبية، وسط انعدام شبه تام للكهرباء ووسائل الإنارة.

ولا تخفي النازحة نيتها بالعودة إلى منزلها الكائن في مدينة سلقين غرب إدلب، بالرغم من تأثره بشكل كبير بالزلزال، الذي تسبب بتشققات وصدوع في الأعمدة والجدران، إلا أنه يبقى أفضل بكثير من حياة النازحين في هذه المراكز.