جورجيت برصومو: الاتحاد النسائي السرياني نقلة نوعية لترسيخ حقوق المرأة والمكون السرياني

يعمل الاتحاد النسائي السرياني على تمكين المرأة في جميع المجالات، وضمان وجودها في مراكز صنع القرار، لتتمكن من الدفاع عن نفسها وعن قضيتها، وأن تلبي متطلباتها الخاصة والحفاظ على حقوقها.

ليلى محمد

قامشلو ـ منذ تأسيس المجلس القومي لبيث نهرين في شمال وشرق سوريا الذي يعنى بقضايا الشعب السرياني في العالم، كان للمرأة السريانية دور كبير في تنظيم وتمكين نفسها وإدراكها لمدى مسؤوليتها وحقوقها لذا تشكل اتحاد نساء بيث نهرين.

قالت مسؤولة الاتحاد النسائي السرياني في مدينة قامشلو جورجيت برصومو أن المرأة السريانية بدأت منذ عام 2000 بتنظيم نفسها والعمل على متابعة دورات ونشاطات وفعاليات خاصة بها وبشعبها، وفي عام 2005 تشكلت لجنة خاصة بالمرأة قامت بإحداث تغيير لدور المرأة السريانية وذلك من خلال ما قامت به من فعاليات ونشاطات وتدريبات وما قدمته من خدمات للشعب السرياني، وتم تأسيس الاتحاد النسائي السرياني في سوريا بالمؤتمر التأسيسي الأول الذي عقد في 20 تموز/يوليو 2013.

وأضافت "تشكلت أربعة فروع للاتحاد في كل من مدن ديرك والحسكة القحطانية وقامشلو، وجاء تأسيس الاتحاد الذي يعتبر منظمة مناصرة وجامعة لنساء الشعب السرياني الآشوري الكلداني، بهدف بناء مجتمع ديمقراطي حر وتحقيق وضمان حقوق المرأة السريانية بشكل خاص والمرأة بشكل عام، وانطلق الاتحاد بمجموعة من الأهداف أولها تحقيق المساواة والحياة الندية التشاركية مع الرجل، وبناء مجتمع ديمقراطي، وتحقيق العدالة والعدالة الاجتماعية، ومناهضة كافة أشكال العنف ولا سيما العنف ضد المرأة، ونبذ كل أنواع التمييز سواء كان عنصري أو عقائدي أو جنسي أو ديني، بالإضافة إلى بناء امرأة قوية متمكنة تكون في مواقع صنع القرار، وخاصة في مجال التمكين السياسي".

وأشارت جورجيت برصومو إلى أن الاتحاد انطلق بهذه الأهداف لتغيير نمطية الفكر الرجعي المطبق على المرأة خاصة بمناهج التدريس باللغة السريانية، وتوثيق العلاقات مع المنظمات والتنظيمات النسائية داخل سوريا وخارجها، بهدف تبادل الخبرات والدفاع عن المرأة لأن قضية المرأة هي قضية واحدة وعادلة، وتمكين المرأة من جميع النواحي، "نعمل كاتحاد نسائي سرياني على تمكين المرأة والمرأة الشابة والمجتمع السرياني من عدة نواحي سواء كانت سياسية اقتصادية وثقافية واجتماعية وغيرها، وذلك في سعي منا إلى حصول كل امرأة على دورها الحقيقي في المجتمع والأسرة".

مع تشكيل الإدارة الذاتية الديمقراطية في مناطق شمال وشرق سوريا استطاعت المرأة السريانية أن تلعب دوراً ريادياً وقيادياً، عن ذلك قالت جورجيت برصومو "أصبحت المرأة السريانية رائدة في العمل بكافة المؤسسات ومن جميع النواحي، ومع تأسيس الاتحاد تشكلت عدة مؤسسات خاصة بالمرأة منها قوات بيث نهرين العسكرية، وقوات الأمن الداخلي أو ما يعرف بـ سوتورو المرأة، وأكاديمية بيث نهرين لإقامة فعاليات ونشاطات وتدريبات للمرأة، وفي بعض الأحيان تكون عامة أي للرجال والنساء، بالإضافة إلى دُور خاص بالمرأة السريانية في كل من الحسكة وقامشلو تعنى بقضايا المرأة وحل مشاكلها، وروضات في فروع الاتحاد من أجل تربية الأطفال على التعليم والثقافة والتعلم باللغة السريانية وبناء جيل واعي مثقف يدرك دوره وأهميته".

وأشارت إلى تأسيس جريدة صوت المرأة وقالت إنها "تحمل أفكارنا وطروحاتنا وحقوقنا كنساء بالإضافة إلى المشاكل العامة، وكاتحاد نسائي سرياني لدينا علاقات وثيقة مع جميع المنظمات والتنظيمات والحركات النسائية في شمال وشرق سوريا وسوريا عامة وخارجها أيضاً وذلك بهدف أن تكون المرأة موجودة في كافة المحافل الدولية لتدافع عن قضيتها كامرأة سورية وسريانية، تطالب بالسلم الأهلي وتحقيق المتطلبات وحقوق المكونات وخاصة السرياني".

وأضافت "نسعى دائماً لأن أن تكون المرأة متمكنة وموجودة في مراكز صنع القرار حتى تستطيع الدفاع عن قضيتها وتلبية متطلباتها الخاصة وتحصل على حقوقها، وهذا ما فعلناه من خلال قانون المرأة الذي تم سنه في مناطق شمال وشرق سوريا، وتعاوننا مع التنظيمات والمجالس النسائية التي نشارك ونلعب فيها دوراً مهماً، وتشكيل علاقاتنا الدبلوماسية مع نساء من داخل سوريا وخارجها"، مبينةً أنه "كاتحاد نسائي لدينا الكثير من الورشات والدورات التنظيمية والمنهجية والتعليمية التثقيفية لتمكين المرأة، وإبراز شخصيتها لتكون بإرادة وفكر تستطيع من خلاله أن تعرف حقوقها وكيفية الحصول عليها، كما ونحاول أن نطور آلية العمل والفكر عند المرأة ليكون لديها حصانة في الدفاع عن نفسها ضد كافة التحديات والعوائق التي تعيق وجودها لتكون شخص حر".  

وأردفت جورجيت برصومو "كاتحاد نسائي سرياني استطعنا أن نخرج من قالب نمطي وضعنا فيه نتيجة ما مورس علينا، لذلك أصبحنا نستمتع بكامل الحرية في التعبير والفكر والإرادة، وسعينا دائماً هو إلى حياة ديمقراطية ومجتمع حر وديمقراطي، وندافع عن كل النساء لتحصلن على حقوقهن، وكاتحاد نسائي سرياني أيضاً سنكون قوة لكل امرأة سريانية ذات إرادة حرة وقوية واعية لمدى مسؤوليتها أمام شعبها ووطنها".

وفيما يتعلق بأبرز الأعمال التي يقوم بها الاتحاد النسائي السرياني قالت "من أهم ما نعمل عليه هو تمكين المرأة وتوعيتها كامرأة لها شخصيتها وإرادتها وفكرها وحقوقها أيضاً، وخاصة المرأة السريانية لما لها من خصوصية لأن التاريخ يثبت أنها قوية وذات إرادة صلبة إذ كانت عسكرية وكانت إدارية وقائدة ومحاربة فلدينا شخصيات نفتخر بها عبر الزمن كـ عشتاروت وزنوبيا وتيودورا وحتى في المجال الفني كأورنينا السريانية، لذلك نحن نعمل على توعية المرأة على ما تحمله من إرث ثقافي وحضاري لتستطيع أن تعرف دورها في الوقت الحالي وفي المستقبل، لأن التحديات والصعوبات كبيرة والأزمة السورية طال أمدها وتداعياتها كبيرة فإن لم نكن أقوياء ومتمكنين فسيتم إقصائنا وتهميشنا، لذلك اثبتنا أنفسنا وثبتنا أقدامنا بشكل قوي على الأرض واستطعنا أن ننظم النساء السريانيات".

وبينت أنه "عملنا ليس فقط داخل الاتحاد، إنما مع كل النساء السريانيات وذلك من خلال زيارتنا للنساء والعوائل السريانية، ومؤسسات الإدارة الذاتية والمنظمات والتنظيمات النسائية لتعريفهم بالاتحاد ودوره وعمله، ومشاركتنا في جميع الفعاليات والورشات الخاصة التي نثبت من خلالها وجودنا كنساء سريانيات، وعملنا من أجل حقوق المرأة، وإعطاء صورة وصوت المرأة السريانية داخل سوريا وما تعانيه من مشاكل وصعوبات، دائماً متواصل من خلال البرامج وعلاقاتنا مع التنظيمات والحركات النسائية وتبادل الخبرات والزيارات معهم"، مؤكدةً أن إقبال النساء والمجتمع السرياني على الاتحاد جيد جداً "يرون مدى التغيير الذي حصل في شخصية المرأة السريانية بعد تنظيمها". 

واختتمت مسؤولة الاتحاد النسائي السرياني في مدينة قامشلو جورجيت برصومو حديثها مطالبة جميع النساء السريانيات وكل امرأة في العالم أن تعي دورها وأن تقف بصف واحد من أجل ضمان حقوقها في جميع القوانين والدساتير "على كل امرأة أن تلعب دورها الحقيقي والفعال بعيداً عن الجنسية والنمطية، وإعطاء الحقوق للمكونات بأن تمارس حقوقها الثقافية والتاريخية واللغوية، وتمارس عاداتها وتقاليدها، فنحن في مرحلة لا بد لنا أن نكون كنساء بشكل عام يداً بيد من أجل بناء مجتمع عادل تتحقق فيه العدالة والسلام والأمان والأمن والحرية، ومن أجل أن تكون المراة موجودة فيه بشكل فعال وقيادي وريادي حتى يتحقق الأمن في العالم أجمع، لأن المرأة دائماً تحمل السلام".