عبير ربيعي... صاحبة أول مبادرة لردع التنمر ضد النساء اللواتي تعانين من السمنة

أطلقت الصحفية الجزائرية عبير ربيعي أول مبادرة لردع التنمر ضد النساء اللواتي تعانين من السمنة، عبر إطلاق محتوى رقمي يحفز هؤلاء النساء ويدعمهن نفسياً.

نجوى راهم

الجزائر ـ بعد تجارب عديدة في ميدان الإعلام والصحافة، وبسبب الرفض وعدم قبولها في بعض القنوات التلفزيونية لتقديم نشرات الأخبار، والظهور على الشاشة، قررت الصحفية عبير ربيعي، إطلاق المحتوى الرقمي الأول الموجه للنساء البدينات لدعمهن وتشجيعهن على المضي قدماً والتحلي بالثقة والإرادة لتحقيق أهدافهن وبلوغها.

وحول هذه المبادرة أوضحت عبير ربيعي لوكالتنا أن "فكرة إطلاق المبادرة كانت وليدة سنوات، حيث لم أكن أتحلى بالشجاعة والجرأة اللازمة للخوض والحديث في الموضوع، ولكن لاحظت أن الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم بسبب التنمر والتعليقات السلبية التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي، فقررت رفع التحدي وإطلاق المبادرة للحديث في مختلف المشاكل والعقد التي تعاني منها النساء اللواتي تعانين من سمنة مفرطة".

ولفتت إلى أن المبادرة عبارة عن "محتوى رقمي يتطرق لما تعانيه النساء اللواتي تعانين من السمنة في الجزائر، ويدعمهن نفسياً وجسدياً، فالكثير يجهل أن المرأة التي تعاني من سمنة تواجه الكثير من الضغوطات والمشاكل، من خلال إطلاق أحكام مسبقة بأن هذه الفئة من النساء غير مسؤولة ولا تتحكم بنظامها الغذائي ولا تأبه لشيء سوى الطعام".

وأشارت إلى أنها تلقت الكثير من الانتقادات لعدم فهم الهدف من المحتوى وتأويله إلى التشجيع على السمنة، في حين توضح أنها تشجع "ثقافة الاختلاف والتنوع وتقبل الآخر مهما كان جنسه أو نوعه أو وزنه، ولا يجب وضع معايير كالوزن الزائد أو النحافة كمعيار قياس من معايير التوظيف والعمل والجمال في مختلف المجالات".

وحول الهدف من المبادرة قالت "الهدف الأساسي للمبادرة مساعدة النساء اللواتي تعانين من السمنة لاسترجاع الثقة بالنفس واكتساب مهارات جديدة لمحاربة كل أشكال التمييز والتنمر والتهكم على الأشخاص بطريقة ساخرة تسبب لهم ضغوطات نفسية وعقد جراء التعليقات السلبية التي يتلقونها من آخرين".

وعن تجربتها في بعض القنوات التلفزيونية والمواقف التي تعرضت لها، عددت لنا الأسباب التي تلقتها من مسؤولي القنوات حول رغبتها في الظهور على الشاشة وتقديم الأخبار بسبب وزنها الزائد ووصفها بالممتلئة التي ستغلق الشاشة في حالة ظهورها، بالإضافة إلى عدم توفرها على المعايير الأساسية كصحفية بوزن زائد رغم كفاءتها وهذا ما جعلها تعمل دائماً في قسم الإنتاج أو الخروج إلى الميدان، "كان هذا الدافع الأكبر لتحفيزي لإطلاق المبادرة لأنني رفضت لأكثر من مرة للظهور على الشاشة داخل الجزائر وخارجها وهذا ما اعتبره عنصرية".

كما وجهت عبير ربيعي رسالة لكل النساء بضرورة التمسك بطموحاتهن وأحلامهن لتحقيق أهدافهن دون الالتفات للتعليقات السلبية والخروج من الصور النمطية التي تعيقهن في التقدم والسير إلى الأمام بالتركيز في أمور أهم لتطوير قدراتهن.