التنظيمات النسوية... دور فعال في توعية النساء

تلعب المنظمات النسوية دور فعال في شمال وشرق سوريا بتوعية النساء وتوجهيهن نحو الطريق الصحيح من خلال الندوات والفعاليات النسوية.

ريم محمد

الرقة ـ من خلال المنظمات النسوية والاقتداء بفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان نظمت المرأة نفسها وأثبتت ذاتها وأصبحت رائدة في كافة المجالات وذلك بحسب شهادة العديد من النساء اللواتي تعرفن على قضايا المرأة خلال السنوات العشر الأخيرة.

منذ اندلاع ثورة روج آفا في عام 2012 تم تأسيس العديد من التنظيمات النسوية في مناطق شمال وشرق سوريا ورغم اختلاف طريقة العمل بينها إلا أن عملها متكامل وهدفها واحد وهو الوصول لامرأة حرة تعرف حقوقها وتدافع عن نفسها.

حول أهمية التنظيمات النسوية بشكل عام وخاصة في مناطق شمال وشرق سوريا قالت العضو في مجلس المرأة السورية شمس سينو أن بعد 10 سنوات من النضال النسوي والكم الكبير من التغييرات الإيجابية فيما يخص حقوق النساء بالمنطقة إلا أن على المنظمات النسوية الاستمرار بنشر الوعي والفكر الحر. 

وأشارت إلى أن النساء غير مدركات لإنسانيتهن وكثير منهن ما تزلن تعتقدن أنهن بالدرجة الثانية بعد الرجل، موضحةً أن المجتمع الذي ما يزال متمسكاً بالعادات والتقاليد البالية يمارس حرباً ضد قضية تحرر المرأة من خلال الاستمرار بتغذية أفكار تحط من قدر المرأة.

وترى أن المجتمع ينظر دائماً للناحية الفيزيولوجية للمرأة معتبراً إياها كائن ضعيف لا يمكنه العمل في أي مكان، مؤكدةً أن "المرأة تستطيع نشر الفكر الحر وعلينا صقل معارف النساء لممارسة هذا الدور".

واعتبرت أن عدد كبير من النساء أميات ليس بالقراءة والكتابة وإنما بحقوقهن، مبينةً أنه "من أجل نيل الحرية والفكر الحر علينا التكاتف والوقوف سوياً لإظهار دور المرأة الحقيقي الذي هُمش لآلاف السنوات فنحن بحاجة إلى توعية فكرية وورشات حوارية ومحاضرات بدءاً من الكومين وصولاً إلى المجالس لبناء مجتمع حضاري يتخذ من المساواة بين الجنسين وكافة فئات المجتمع أساساً له وذلك عبر فكر المرأة الحرة".

وحول دور المرأة السورية الذي تم تهميشه قالت "كان للمرأة السورية دور مهم في الحضارات لكنها غيبت بشكل كبير ولنعيد تلك الأمجاد نحتاج لنساء قويات صاحبات شخصيات نسوية يمكنها تحقيق إنجازات مهمة، وإيصال المجتمع لدرجة مهمة من الوعي وتحريره من الموروثات المجتمعية التي تحط من قدر المرأة تمهيداً لتحرير المجتمع من الاحتلال والتبعية انطلاقاً من كون تحرير المجتمع يبدأ من تحرر المرأة".

وفيما يخص المعوقات التي تواجه المنظمات النسوية قالت "تواجهنا الكثير من العقبات منها النظرة الرجعية التي تؤثر على حركة المرأة ونشاطها كذلك لم نستطع التخلص من العادات والتقاليد البالية، لكننا نعمل بشكل مكثف من أجل إيصال صوتنا ونستخدم لذلك العديد من السبل ومنها وسائل التواصل الاجتماعي لنبذ خطاب الكراهية اتجاه النساء".

الفهم الخاطئ للدين أيضاً يعد من أبرز العقبات التي تواجه مسيرة تحرر المرأة وعمل المنظمات النسوية كما تؤكد شمس سينو "يربط كل تحدي تقوم به النساء لتحرير أنفسهن ومجتمعهن بمفاهيم العيب والحرام، ويتم رفض أي عمل تقمن به وتحريف الدين ومفهومه المتسامح لخدمة نظرة المجتمع المنحازة للرجل".

كما أن هناك العامل الاقتصادي والذي يؤثر سلباً على حياة النساء "استمرار النساء بالتبعية الاقتصادية للرجل يؤثر بشكل كبير على مسيرة تحررهن فامرأة تملك اقتصاداً خاصاً ليست كامرأة تعيش في كنف رجل أو أخرى معيلة تعيش في عوز وفقر مدقع لذلك نعمل على تمكين النساء في هذا الجانب".

ورغم جميع المعوقات والتحديات التي تواجه المرأة إلا أن عليها كما تؤكد شمس سينو العمل بجد لتخطي تلك العقبات وتلعب التوعية دوراً مهماً في ذلك، مشيرةً إلى أن المنظمات النسوية تدعم أي فكر نسوي حر. مختتمةً حديثها بالتشديد على أنه "نريد جيل واعي من الشباب والنساء لنتخلص بالفكر الحر من القيود لتصبح المرأة قادرة على بناء مجتمع يعمه العدل والمساواة".