القيادة صفة فطرية حرمت منها المرأة بالرغم من امتلاكها لها

رفض المجتمع دور المرأة في القيادة، وبنى ذلك على تصورات ومعتقدات مسبقة، فمنح الرجل هذا الدور، وأهمل السمات التي تتمتع بها المرأة والتي تؤهلها لتكون قيادية.

أماني المانع
دمشق ـ  
لأن المرأة تمتلك الصبر والمرونة والإبداع، فهي قادرة على تحويل كل عمل تقوم به إلى منبع لروح المشاركة، وبالتالي تحقق النجاح، ولهذا فإن المرأة مؤهلة لتكون رائدة في القيادة، كونها قادرة على تحمل المسؤوليات وحل المشكلات.
المدربة في مجال تطوير نوعية التعليم وإتباع الأساليب الحديثة في المناهج وطرائق التدريس والمهارات الحياتية الحديثة، والحاصلة على ماجستير الإدارة والتربية المدرسية هبة الله حطيني تقول إن المجتمع يفرض العديد من الحواجز "يُحمل المرأة أعباء إضافية تمنعها من ممارسة دورها الريادي، إضافة للنظرة المسبقة بأنها تتسم بالخوف والتردد والمزاجية والخضوع للعواطف في اتخاذ القرارات". 
وتبين أن نظرة المجتمع للمرأة تعود إلى التصور الذي كان ولا يزال سائداً، ونجم عنه التمييز القائم على أساس الجنس، والذي اعتبر أن القيادة مرهونة بالرجل "هنالك تصور أن المرأة أقل كفاءة واستحقاقاً لكي تمارس الدور القيادي، ولا تمتلك المقومات التي تؤهلها للنجاح فيه، مقارنة بالرجل الذي ولد بالفطرة للقيادة، بحكم أعراف وعادات موضوعة مسبقاً".
وتضيف "الرجل لا يتقبل الدور القيادي للمرأة، لأنه يعتبر أن انشغالها به سيدفعها إلى إهمال واجباتها، ولا سيما في الحالة التي تكون فيها أماً، ولهذا نجد أن معظم النساء يتأثرن بهذه النظرة، لأنهن يعتبرن أنفسهن مدانات دائماً".
وتشير هبة الله حطيني إلى أن المرأة في مجال القيادة تكون أكثر مرونة من الرجل، فهي تمتلك روح التعاطف وتقدر ظروف الآخرين "تستمع المرأة إلى مقترحات الأخرين، وهذا ما يعزز روح العمل لتحقيق الهدف المشترك، ويبرز ذلك عبر قيادتها في المؤسسات". 
وحول مدى قدرة المرأة على أن تكون قائدة ناجحة تقول "المرأة لا تمتلك ما يمنعها من القيادة الناجحة، لأنها تتحلى بخصائص ومميزات لا يملكها الرجل، إضافة أنها تؤدي دوراً فاعلاً في تقدم المجتمع والارتقاء به، لأنها تتمتع بالقدرة على التأثير والتغيير، وتمتلك الدقة لملاحظة الأخطاء وتصحيحها".
وفي القيادة تعاني المرأة العديد من الصعوبات نتيجة الأفكار السلبية، "النظرة الخاطئة التي تواجهها المرأة القيادية تنعكس على تواصل العاملين معها، فالضغوطات وازدياد المسؤوليات تتطلب منها توظيف إمكانياتها لاستثمار الوقت، وتحقيق التوافق بين دورها القيادي وحياتها الشخصية، وهكذا تصل إلى إثبات نجاحها ووجودها".  
وتؤكد هبة الله حطيني في الختام على أن  القيادية يجب أن تتمتع بالقوة والثقة بالنفس إضافة للإبداع والقدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة "المرأة تمتلك قدرة خلاقة وروح تشاركية، تستطيع من خلالها تصحيح الأخطاء وبناء المستقبل".