القانون اليمني لا يحمي النساء... سجينات خلف القضبان

تواجه السجينات في اليمن ضغوطات من قبل المجتمع والأسرة، تمنعهن من إعادة الاندماج فيه بعد الإفراج عنهن.

رانيا عبد الله

 اليمن ـ أكدت المحامية ندى الشوافي أن بقاء النساء في السجون على الرغم من انتهاء فترة محاكمتهن بسبب ضغوطات المجتمع يعتبر تقييد لحريتهن.

بعد انقضاء فترة عقوبتها لم تتمكن صفاء صالح (28) عاماً، اسم مستعار من الخروج من السجن بسبب عدم حضور أسرتها لاستقبالها، فكان مركز الإيواء الذي أنشئ في مدينة تعز جنوب غرب اليمن هو الملاذ الوحيد لها ولطفليها.

صفاء صالح واحدة من السجينات اللواتي لم يطلق سراحهن من خلف القضبان بسبب قوانين المجتمع الأبوي، التي تعد مخالفة لقانون مصلحة السجون اليمني الذي تنص المادة 11 منه على أنه "يجب على إدارة السجن الإفراج على المسجون صباح نفس اليوم لانتهاء مدة السجن المنصوص عليها في الحكم".

 

تهديد بالقتل

تقول صفاء صالح "سأبقى عمري كله في السجن لأني مسجونة طوال حياتي بنظرات المجتمع وتهديد أسرتي"، وبنبرة حزينة تضيف "بعد انقضاء فترة عقوبتي بقيت في السجن لأن أسرتي لم تأتي لاستلامي بل تبرأت مني فور دخولي للسجن دون أن يتأكدوا من التهم التي لفقها لي زوجي".

زوج صفاء صالح قام بتلفيق تهم عديدة عليها، ولم تجد ملجأ من تعنيف وظلم زوجها، لأن أسرتها هي الأخرى تخلت عنها وتمثل تهديداً آخر لها "عائلتي تهددنني بالقتل، لذا فأنا لا أستطيع أن أخرج للمجتمع خوفاً على حياتي ولولا مركز الإيواء فكنت سأبقى بقية حياتي في السجن".

"أتمنى أن أجد مصدر دخل اعتمد عليه لأستطيع بناء حياتي من جديد وتربية أولادي" هذا ما قالته صفاء صالح معبرةً عن كل أحلامها وما تطمح له. مؤكدةً أن الاستقلال الاقتصادي يؤمن للمرأة حريتها وقدرتها على الاستقلال والاكتفاء الذاتي واتخاذ القرار.

 

مركز إيواء

أنشئ مركز حماية وتأهيل النساء والفتيات بمدينة تعز في عام 2020، بعد أن تعرض السجن المركزي الخاص بالنساء للقصف وأصيبت السجينات بعدة إصابات، وتوفيت بعض السجينات داخل المعتقل.

تقول مدير مركز الحماية والتأهيل صباح راجح "اكتشفنا بعد حادثة قصف السجن وجود سجينات انتهت فترة عقوبتهن وفضلن البقاء داخل السجن لأنهن لم يجدن مكان آمن، وأسرهن لا تتقبلهن بعد خروجهن من السجن، والمجتمع ينظر لهن نظرة دونية".

وأوضحت أن المركز استقبل 23 امرأة بعد قصف السجن المركزي، منهن تم إعادتهن إلى عائلتهن، وبعضهن تم تأهيلهن وتدريبهن وتمكينهن داخل المركز.

وأضافت "يوجد داخل المركز دار إيواء يضم نساء ناجيات من العنف سواء من لديهن أحكام في السجن المركزي، وتم الإفراج عنهن وتعثر وصلوهن لعوائلهن بسبب العادات والتقاليد والنظرة الدونية لهؤلاء النساء، ونساء لديهن قضايا في أماكن الاحتجاز سواء النيابات أو أقسام الشرطة يتم بقائهن في المركز لمتابعة قضاياهن".

 

 

مخالف للقانون

وتقول المحامية ندى الشوافي أن "القانون واضح وصريح في الإفراج عن السجين فور انتهاء عقوبته سواءً رجل أو امرأة، وبقاء النساء في السجن يعتبر تقييد لحريتهن، ومن المفترض إطلاق سراحهن بدون قيد أو شرط".

وأضافت "عندما كنا ننزل إلى السجون عبر اتحاد نساء اليمن نتفاجأ بوجود سجينات قد قضت مدة عقوبتهن، ولم يتم الإفراج عنهن بسبب عدم حضور أحد من أسرهن لاستلامهن، وهذا السبب الوحيد لعدم الإفراج عنهن، فيتم الاحتفاظ بالنساء في السجن من قبل نيابة السجون".

وأكدت ندى الشوافي أنه هناك نساء يبقين في السجن بعد انتهاء فترة عقوبتهن ليست لأسباب قانونية إنما لأسباب اجتماعية وبسبب عادات وتقاليد المجتمع "النيابة تخلي سبيل السجنية، إلا أن السجينات تفضلن البقاء في السجن خوفاً من المجتمع ومن عائلتهن، فأغلب النساء تتعرضن للتهديد بالقتل من قبل أسرهن بعد دخولهن السجن".