المترشحات للانتخابات في ليبيا تتعرضن للعنف الإلكتروني

يعرقل العنف على الإنترنت الموجه ضد النساء في ليبيا المشاركة السياسية للنساء في العمليات الانتخابية المختلفة، كما يساهم في إسكات صوتهن ومنعهن من ممارسة حقوقهن السياسية كاملة.

هندية العشيبي

بنغازي ـ تتعرض المترشحات للانتخابات البرلمانية والرئاسية في ليبيا للعنف الإلكتروني بأشكال مختلفة، مثل التنمر والتعليقات والمعلومات الزائفة وأيضاً السخرية والتهديد والضغوط العامة للانسحاب من الانتخابات، وتزداد وتيرة العنف عند نشر هؤلاء المترشحات لصورهن مرفقة ببرامجهن الانتخابية.

بحسب هيئة المرأة في الأمم المتحدة فقد أخذ العنف ضد النساء والفتيات الذي ييسره الإنترنت وتقنيات المعلومات والاتصالات في الظهور كمشكلة عالمية ذات آثار خطيرة على المجتمعات، مبينة في تقرير نشرته في عام 2020 عن حجم العنف الرقمي في ستة دول عربية منها ليبيا، أن النصيب الأكبر للعنف الذي تعرضت له النساء عبر موقع "فيسبوك" بنسبة 43% يليه انستغرام 16%، وواتساب 11%.

لهذا عملت وحدة دعم المرأة بالمفوضية الوطنية العليا للانتخابات خلال الفترة الماضية على توعية النساء والموظفات في القطاع العام والخاص والمترشحات للانتخابات البرلمانية والرئاسية من مخاطر العنف الإلكتروني والآثار المترتبة عليه، وآلية حماية أنفسهن من مخاطر العنف، من خلال تنظيم ورش عمل وتدريبات وندوات داخل البلاد وخارجها للتوعية بمخاطر العنف الرقمي.

وقالت رئيسة وحدة دعم المرأة بالمفوضية العليا للانتخابات وفاء مكي إن "الوحدة وحرصاً منها على توعية المترشحات للانتخابات من مخاطر العنف الرقمي، أطلقت منصة إلكترونية تجريبية، لرصد العنف على الإنترنت الموجه ضد المترشحات".

وأوضحت أن المنصة الإلكترونية رصدت وقوع عنف إلكتروني عبر الإنترنت على حوالي 45% من النساء اللواتي تتقلدن مناصب عليا في البلاد، فيما تتعرض أكثر من 17% من المؤثرات والمدونات على المنصات الاجتماعية لعنف رقمي، بينما بلغ عدد المترشحات للانتخابات واللواتي تعرضن للعنف الإلكتروني عقب ترشحهن حوالي 3% من عدد المترشحات بكامل المدن والأراضي الليبية.

وعن أشكال العنف التي تم رصدها واستخدمت ضد المترشحات للعملية الانتخابية، أوضحت "كان من بينه التهديد والسخرية والتنمر والتحرش ونشر الشائعات الكاذبة، بالإضافة لأشكال أخرى تمثلت بالتحريض على العنف ونشر صور خاصة للمترشحات وتعليقات سيئة وسلبية، وكل هذا العنف كان الهدف منه هو الحد من مشاركة النساء في العملية الانتخابية".

وبينت أن خلال الفترة الماضية نظمت عدد من سفيرات التوعية التابعات للمفوضية العليا للانتخابات، ورش عمل تحت إشراف وحدة دعم المرأة لتوعية النساء داخل مدينة بنغازي وضواحيها حول كيفية التصدي للعنف الرقمي ومواجهته.

وعن وحدة دعم المرأة بمفوضية الانتخابات العليا قالت وفاء مكي أن الوحدة تأسست عام 2017، بهدف دعم المرأة في العملية الانتخابية، والعمل على تسهيل مشاركتها في الانتخابات، والتنسيق مع منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال دعم المرأة والعمل معها في أي موضوع يتعلق بالمرأة.

 

 

وبدورها قالت سفيرة التوعية التابعة للوحدة أسماء فضل الله إنه "من خلال التدريبات وورش العمل التي استهدفت النساء في ليبيا وخاصةً المترشحات للانتخابات استطعنا نشر الوعي من مخاطر العنف وآلية التصدي له".

وأضافت أنه من خلال التدريبات والبحث تبين أن الصحفيات والسياسيات والمترشحات للانتخابات من أكثر الفئات التي تتعرض للعنف الإلكتروني، خاصةً على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

وعبرت عن سعادتها بالاستجابة الكبيرة التي تلقتها من النساء عقب حملات التوعية بالعنف الرقمي، من خلال حرصهن على اتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدي له بالطرق القانونية السليمة.

وأوضحت في ختام حديثها أنها "أطلقت برفقة عدد من مؤسسات المجتمع المدني منصة إلكتروني تحت وسم "كوني آمنة" مختصة باستقبال قصص الناجيات من العنف الرقمي بكل أمان وسرية، العمل على تأهيلهن نفسياً ومعالجة الأثر النفسي الذي تركه هذا العنف داخلهن".