الذكرى السنوية الثالثة لمجزرة أطفال تل رفعت تتزامن مع هجمات الاحتلال التركي

نساء مقاطعة الشهباء يستذكرن مجزرة أطفال تل رفعت بشمال وشرق سوريا الذين فقدو حياتهم جراء قصف الاحتلال التركي منطقتهم في عام 2019.

روبارين بكر

الشهباء ـ بقدوم الذكرى السنوية الثالثة لمجزرة أطفال تل رفعت بشمال وشرق سوريا استذكرت نساء مقاطعة الشهباء المجزرة التي راح ضحيتها 8 أطفال ومسنان، مؤكدات أن الاحتلال التركي يهدد المنطقة بارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين.

في الثاني من كانون الأول/ديسمبر عام 2019، فقد 10 اشخاص حياتهم منهم 8 أطفال ورجل وامرأة مسنان، وأصيب أخرون بجروح متفاوتة، فمنهم من فقد ساقه وآخرين بصرهم أو أحد أطرافهم.

قالت أمينة موسى حول المجزرة التي تمر ذكراها هذا العام مع تجديد القصف التركي على المنطقة "لم يكن الاحتلال التركي يفرق بين العسكري والمدني ولا بين الكبير والصغير، فعندما كان الأطفال يلعبون بالشارع بعد خروجهم من المدرسة بدء يقصفهم بالقذائف دون رحمة"، متسائلةً "ما هو ذنبهم ليكونوا ضحايا سياسيات الاحتلال التركي ومرتزقته؟، لقد نزحنا لننقذ أطفالنا من تلك الوحشية، لكن الاحتلال يلاحقنا أيمنا نذهب ليصل إلى أهدافه ويحتل مناطق أكثر بشمال وشرق سوريا".   

وأضافت "الرئيس التركي يدعي أنه لا يستهدف المدنيين في هجومه على مناطقنا لكن الواقع يكذب ما قاله، فماذا عن أطفالنا الذين يحرمون من أبسط حقوقهم في العيش؟، الذين باتوا يستهدفون الأن في هذه الهجمات الأخيرة. الاحتلال التركي لا يفرق بين العربي والكردي في مناطق شمال وشرق سوريا، فهدفه القضاء على مشروع الأمة الديمقراطية".

وعن رفضها لهجمات الاحتلال التركي على مناطقهم قالت أمينة موسى "لن نقبل بوجود الاحتلال التركي، فنحن نريد السلام ولا نقبل بأن يقتل أطفالنا أمام أعيننا، كفى ظلم، لذلك يجب أن يتم وضع حد بأسرع وقت للهجمات، وأن تخرج الدول عن صمتها حيال ما تتعرض له بمناطقنا".

ومن جهتها قالت جميلة محمد "من حق الأطفال أن يلعبوا من دون خوف، وفي أي مكان يريدون، لذلك نناشد جميع المنظمات الإنسانية والدول الضامنة بأن تخرج عن صمتها، لأننا الآن نتعرض للهجمات ويتم قتل أطفالنا أمام أعيننا"، مبينةً "لو لم يكن هنالك مصالح لتلك الدول من وراء هدر دمائنا لكانوا خرجوا عن صمتهم حيال ما نتعرض له، فصمتهم دليل على أنهم شركاء في القضاء علينا".

وعن الهجمات الأخيرة التي تتعرض لها مناطق شمال وشرق سوريا أشارت جميلة محمد إلى أنه "منذ أيام والاحتلال التركي يستهدف مناطقنا مرة أخرى بالطيران الحربي كما فعل في عفرين عام 2018، وهدفه الأساسي هو القضاء على مشروع الأمة الديمقراطية، لكن بقائنا في الشهباء أكبر سلاح ضده"، مؤكدة "تحملنا الكثير من المعاناة والمصاعب التي واجهتنا أثناء نزوحنا، تحملنا برد الشتاء، والحصار الخانق، وحرارة الصيف، ولكننا لن نتحمل أن نفقد أغلى ما نملك وهم أطفالنا".

وأنهت جميلة محمد حديثها بالقول "لن نستسلم أمام سياسة وهجمات الاحتلال التركي، شعارنا هو المقامة وسنقاوم حتى نفشل كافة مخططات الاحتلال الساعية إلى القضاء على شعوب شمال وشرق سوريا".

أما روزالين عمر فقالت "منذ بداية ثورة المرأة والدول تلاحق مصالحها على حساب هدر دماء شعوب شمال وشرق سوريا، لكن أرواحنا لا تباع ولا تشترى، فمجزرة تل رفعت لن تغيب عن أعيننا، فقد كانت أليمة جداً تلك المشاهد، كل طفل من بين هؤلاء الأطفال كان له حلم للمستقبل، لكن القصف ضيع كل ذلك، أطفالنا كانوا ضحايا تصفية مصالح الدول على الأراضي السورية".

وأشارت إلى أنه "مع هجمات الاحتلال التركي مقاطعة الشهباء، سيتم ارتكاب العديد من المجازر، ولا يوجد مكان نذهب إليه ولا نرضى بالذهاب إلى مكان آخر غير عفرين، لا نريد الحروب نحن نريد السلام"، مؤكدةً "لن ننسى أطفالنا وسننتقم لهم مهما حصل، وسنواجه الهجمات، وسنكون جاهزين لها، لأننا ندافع عن كرامتنا، الاحتلال التركي لن يستطيع كسر إرادتنا".