سياسات الإفلات من العقاب تشجع الجناة على ممارسة العنف

بسبب عدم اتخاذ التدابير وفرض العقوبات من قبل القوات الأمنية لوقف العنف، يتجرأ الرجال على ممارسة العنف ضد النساء والفتيات دون خوف.

مدينة مامد أوغلو

آمد ـ تتزايد حالات القتل والعنف ضد المرأة يوماً بعد يوم في تركيا. وتشجع سياسة الإفلات من العقاب الجناة في البلاد حيث لا يوجد انخفاض في معدل الجريمة بسبب تخفيض العقوبات بناءً على "حسن السلوك" أو "الموافقة" التي قدمها القضاء في قضايا المرأة.

مؤخراً تعرضت امرأة في آمد من قبل رجل يدعى (و. ز) بشكوى للشرطة 5 مرات، لكن السلطات لم تتخذ أي إجراء ضد الجاني، ما شجع الجاني ليقوم بتهديد محامي المرأة بالقتل. وبعد تقديم الشكوى اعتدى الجاني على الضحية بأداة حادة وحاول قتل المرأة. تم توقيف الجاني واعتقاله بناء على شكوى المحامي الأخيرة.

 

يستخدم العنف لشهور بحجة "هي زوجتي"

وفقاً للمعلومات التي قدمتها محامية القضية بورجو كوركماز بيشتاش، فإن الضحية وهي حاملة لجنسية أجنبية، تعرضت للعنف وسوء المعاملة لأشهر من قبل رجل يدعى (و. ز) ويبلغ من العمر 55 عاماً، على الرغم من عدم وجود عقد زواج بينهما، فقد علم أن الجاني استخدم عبارة "تزوجنا بترخيص من الإمام"، ومارس العنف الجسدي والجنسي والنفسي على الضحية. وقالت المحامية أن الضحية تعرضت للتهديد بالقتل، وقد تقدمت بطلب إلى نقابة المحامين في آمد في آذار/مارس الماضي بعد التهديدات التي تلقتها.

 

لم يتخذ ضباط الشرطة أي إجراء برغم تقديمها الشكوى 5 مرات

أفادت بورجو كوركماز بيشتاش أن الضحية قدمت شكوى ضد الجاني 5 مرات في آذار/مارس نتيجة الشتائم والتهديدات التي تلقتها، وذكرت أنه بعد الشكاوى التي قدموها اكتفت السلطات القضائية بأخذ أقوال الجاني وتركها فقط ولم يتم اتخاذ تدابير وقائية.

وفي نيسان/أبريل ذهب الجاني إلى بيت الضحية واعتدى عليها بالضرب، وفيما بعد تم إعطاء إفادة بأنه حاول قتلها بأداة حادة كان بيده، وبعد أن صرخت الضحية وطلبت المساعدة لاذ الجاني بالفرار ولكن تم القبض عليه وإرساله إلى السجن.

 

"تتعرض اللاجئات للاستغلال"

أشارت بورجو كوركماز بيشتاش إلى أن العديد من المهاجرات يتم استغلالهن ودفعهن إلى مثل هذه المواقف، وإن معظم الرجال في هذه البلاد يبدؤون في الشعور بأنهم بحاجة للزواج للمرة الثانية، متذرعين بالقيم الدينية.

وقالت بورجو كوركماز بشتاش إنها تلقت تهديدات بالقتل من قبل الجاني، وبناء على ذلك قدمت إفادتها والآن تعمل على قضيتين وقدمت شكوى ضد الجاني لردعه عن نفسها وعن المرأة الضحية.

 

"إنهم يستمدون القوة من سياسة الإفلات من العقاب"

أوضحت بورجو كوركماز بيشتاش أنهم واجهوا صعوبات في أداء مهنتهم بسبب العنف المتزايد والاعتداءات على المحامين في السنوات الأخيرة، "تقدمت بشكوى بخصوص التهديدات التي تلقيتها، الملف قيد التحقيق حالياً وسأتابع الإجراءات لمعاقبة الجاني. هذه الاعتداءات على المحامين لا سيما اعتداءات وتهديدات الجناة ضد المحاميات اللواتي يخضن نضال النساء، ليست اعتداءات فردية بل على أساس النوع الاجتماعي. يستمد مرتكبو أعمال العنف قوتهم من سياسية البلاد والقوانين الفضفاضة التي لا تخدم حقوق النساء وكذلك من حماية السلطات القضائية وسياسات الإفلات من العقاب المطبقة في ملفات العنف ضد المرأة. أحد جوانب هذا العنف، الذي يتزايد يوماً بعد يوم هو بحق المحاميات. ومع ذلك، سنواصل النضال ضد هذه الهجمات والاستمرار في ممارسة مهنتنا".