ضحية للعنف الأسري... ديلك بتكين بانتظار تحقيق العدالة

أكدت ديلك بتكين على أن مطلبها الوحيد هو تحقيق "العدالة" في القضية التي اعتقل فيها زوجها أحمد بتكين، الذي حاول قتلها وعمل على جعل الحادثة تبدو وكأنها عملية انتحار.

مدينة مامد أوغلو

آمد ـ ستعقد الجلسة الرابعة لقضية ديلك بتكين التي تعرضت للعنف من قبل زوجها، اليوم الثلاثاء 6 حزيران/يونيو، في المحكمة الجنائية العليا الأولى في آمد بشمال كردستان.

تعرضت ديلك بتكين القاطنة في منطقة بسمل التابعة لمدينة آمد بشمال كردستان، لعنف ممنهج طوال سنوات، من قبل زوجها أحمد بتكين، إلى أن أطلق عليها النار بواسطة سلاح ناري في منزلها في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر، لتصاب بجروح بليغة.

 

أراد جعل الحادثة تبدو وكأنها "انتحار"

أحمد بتكين الذي أراد أن يجعل الأمر يبدو وكأنها عملية انتحار من خلال وضع المسدس في يد ديلك بتكين بعد ارتكابه الجريمة، فر هارباً من مكان الحادث، وعند سماع جيرانها صرخاتها للنجدة قاموا بنقلها إلى المستشفى، إلا أنه تم توقيفه في نفس اليوم، ووجهت له تهمة "محاولة القتل عمداً"، فيما وجهت لقريبه باكيز بتكين تهمة "إتلاف الأدلة الجنائية".

وبناءً على أقوال الجاني أحمد بتكين حيث قال أن ديلك بتكين حاولت الانتحار، طلبت المحكمة تقريراً من معهد الطب الشرعي (ATK) بشأن تحديد نقطة دخول وخروج الرصاصة من جسدها، إلا أن التقرير لم يصدر حتى الآن.

 

"تعرضت للعنف على مدار سنوات"

ديلك بتكين التي تلقت العلاج في وحدة العناية المشددة لمدة أسبوع بعد وقوع الحادثة التي أصيبت فيها بجروح بليغة، ذكرت بأنها لم تتمكن من الخضوع للعملية الجراحية بسبب وجود خطر على حياتها وأنها ظلت متمسكة بالحياة من خلال دعم والدتها لها، مشيرةً إلى أن مرحلة تلقيها العلاج لا تزال مستمرة.

وعن تعرضها للعنف من قبل أحمد بتكين في فترة زواجهما، تقول "لقد تعرضت للعنف على مدار سنوات، لم أخبر أي أحد لأنه كان يهددني بأطفالي وعائلتي، لم أتعرض للاضطهاد على يديه فحسب حتى عائلته كانت تعاملني معاملة بعيدة عن الإنسانية، كان الجميع يدافعون عنه قائلين "إنه رجل"،  ذات مرة أردت مغادرة المنزل بسبب العنف الذي تعرضت له حينها، ولكن كل الذين كانوا متواجدين في المنزل منعوني من الخروج بضربي، كان دائماً يتحدث للجميع عني ويخبرهم بأني مجنونة".

 

"بعد إطلاقه النار استمر في تعذيبي"

وعن حادثة إطلاق النار التي تعرضت لها توضح "وقع كل شيء في الليل حيث أطعمت الأطفال وخلدوا للنوم، وبينما كنت أحاول الدخول إلى الغرفة من أجل النوم، رأيته في المرآة أمامي كيف يتقدم من خلفي، وبينما كنت أحاول الوقوف على قدمي، قال لي (ما دمتي لن تقدمي على قتل نفسك، فأنا سأقوم بقتلك)، وفي تلك الأثناء تماماً قام بإطلاق النار على ظهري، ومن ثم أقترب مني وبدأ بتعذيبي في المنطقة المصابة، ثم ترك السلاح الذي أصابني به بين يدي، صرخت حينها وكنت أنادي على أبنتي بما تبقى لي من صوت إلى أن فقدت الوعي، وفي ذلك الوقت جاء الجيران وأخذوني إلى المستشفى، لقد كان دوماً يقوم بضربي وبالأخص على رأسي لجعلي أصاب بفقدان الذاكرة".

 

"طلبي الوحيد هو تحقيق العدالة"

وطالبت ديلك بتكين بتجاهل دفاع أحمد بتكين فيما يتعلق بالحادثة التي أصيبت فيها بجروح بليغة والذي حاول تصوير الحادثة على أنها عملية "انتحار"، لافتةً الانتباه إلى حقيقة أنها كانت تتعرض باستمرار للتهديد بالموت، مؤكدةً على أن مطلبها الوحيد هو تحقيق "العدالة" في المحاكمة الجارية.

وأضافت "أطالب بتحقيق العدالة، يجب أن يتلقى الجاني العقوبة التي يستحقها، لقد قال في إفادته أنني قمت بإطلاق النار على نفسي، لكنني لم أفعل ذلك، هو من أطلق النار علي، يجب ألا يفرج عنه من ذلك السجن".

 

"تم إتلاف كل الأدلة بعد الحادثة"

وأوضحت شيرفان ياقوت محامية ديلك بتكين أن المحاكمة لاتزال مستمرة وإن جميع الأدلة تم إتلافها من قبل المتهم أحمد بتكين وأقاربه بعد الحادثة، وبالتالي لم يتم الوصول إلى دليل قاطع حول الحادثة، وأن المحاكمة ستتشكل على أساس التقرير الذي سيصدر من معهد الطب الشرعي ATK.

وأكدت على أنه ورد في التقرير المرسل من جامعة دجلة أثناء عملية المحاكمة، بأن نقطة دخول الرصاصة كانت من الظهر فحسب ولأنه لم يتضمن إبلاغاً قاطعاً قاموا بتقديم اعتراض عليه، لافتة إلى أنه لا يمكنهم الوصول إلى معظم الأدلة الموجودة في الملف في الوقت الراهن "يجب أن يؤخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، لأنه تم إتلاف الأدلة من قبل المتهم بعد الحادثة مباشرة، ولذلك من المتوقع أن يتم إرسال الملف إلى معهد الطب الشرعي في اسطنبول أو أنقرة، وسيستمر الملف بهذا الشكل".