نورهان حسين: النساء هن الأكثر تأثراً بالتغيرات المناخية

النساء هن حائط الصد الأول لمواجهة الأزمات بمختلف أنواعها، والتغيرات المناخية واحدة من أهم الكوارث التي يعاني منها العالم أجمع خلال الفترة الأخيرة مما ألقى على كاهلهن المزيد من الأعباء الناتجة عنها سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية.

أسماء فتحي

القاهرة ـ تعاني الكثير من النساء من تبعات التغيرات المناخية التي سيطرت على الكثير من أوجه الحياة، فكان لها تأثير اقتصادي مباشر مرتبط بالأعباء التي أصبح عليهن تحملها والتعاطي معها، ومنها نقص دخل الأسرة وزيادة الأسعار التي طالت مختلف السلع خاصة تلك التي تعتمد على درجات حرارة معينة وتأثرت بالتغيرات المناخية في الفترة الأخيرة.

أثر ارتفاع درجات الحرارة والتغيرات المناخية على حياة النساء الاجتماعية، فارتفع معدل العنف داخل الأسرة وازدادت حالات الانفصال أيضاً وفق ما ذكره عدد من المهتمين بهذه القضية، وقامت العديدات بتغيير أعمالهن في محاولة لتجاوز الأزمة سواء بالمشغولات المنزلية أو غيرها من المشاريع البديلة لإنقاذ أسرهن.

ولم يتوقف تأثير التغيرات المناخية السلبية على النساء بل طال الأطفال باعتبارهم الفئة الأضعف خاصة فيما يتعلق بالتغذية التي تأثرت أغلب الأسر بعدم توافرها ونقصها نتيجة تلف أغلبها بفعل سوء الأوضاع المناخية.

 

تغيرات المناخ انعكست على مختلف نواحي الحياة

قالت المحامية نورهان حسين المصطفى، أن مختلف مناحي الحياة تأثرت بالتغيرات المناخية سلباً، معتبرةً أن الأزمة وصلت لذروتها خلال الفترة الاخيرة.

وأكدت على أن "ارتفاع درجات الحرارة يضر بالكثير من المنتجات الزراعية"، مشيرةً إلى أن السيول أيضاً تؤثر على الكثير من الأسر وتضطر النساء إلى النزوح من أماكن معيشتهن إلى مناطق أكثر أماناً وهو ما يعرضهن لكثير من الأخطار والاعتداءات.

ولفتت إلى أن الكثير من النساء اللواتي تركن أماكن معيشتهن بفعل التغيرات المناخية تضطررن للقبول بالأجور الغير عادلة ويصمتون على كثير من الانتهاكات التي يتعرضون لها.

 

عاملات الزراعة والصيد الأكثر تضرراً من التغيرات المناخية

الخسائر التي تتعرض لها العمالة النسائية جراء التغيرات المناخية لا حصر لها بدءاً من الأراضي الزراعية ومنتجاتها وصولاً للصيد والحياة العامة.

ونوهت نورهان مصطفى، إلى أن معظم العاملات في الزراعة هن نساء وحينما ترتفع درجات الحرارة تتأثر زراعتهن وبالتالي تنقص المنتجات التي تعول منها أسرتها والأمر لا يقف عند حد الإفقار المالي بل أيضاً الغذائي، لأنهن لا تجدن بعض الأنواع الأساسية من الغذاء.

وأشارت إلى أن عدد الوفيات من النساء أثناء الفيضانات وتقلبات المناخ هي الأكثر مقارنة بالرجال وفق أحدث الإحصائيات لأنها تنتظر حتى تنقذ أسرتها وأطفالها ومقتنياتها.

 

بائعات الخضار في أزمة سببها التغيرات المناخية

كثير من النساء تعملن في بيع الخضروات والفاكهة في الأسواق المحلية، إلا أن ارتفاع درجة الحرارة أو البرودة تؤثر سلباً على منتجاتهن وهو ما يزيد من خسائرهن ويضيع هامش ربحهن المأمول.

وقالت نورهان مصطفى أن بعض النساء تعملن في بيع المنتجات الزراعية في نطاق مشروعهن الخاص ولكن بعضهن الأسوأ حظاً تقمن ببيع تلك المنتجات لصالح تاجر آخر يقاسمهن الربح، إلا أنهن وحدهن من تتحملن خسائر التلف المتأثر بحالة الطقس المضطربة للخضروات والفاكهة.

وأوضحت أن النساء تجلسن في الأسواق لفترات طويلة ومع ارتفاع درجات الحرارة تتلف الخضروات والفاكهة التي بحوزتهن ومن هنا تجدن أنفسهن في ضائقة مالية بدلاً من الحصول على أرباح نتاج عملهن.

 

ارتفاع معدل العنف الممارس على النساء

ارتفع معدل العنف الممارس على النساء وهو أمر اقترن بتغيرات المناخ التي حدثت في الفترة الأخيرة خاصة ارتفاع درجات الحرارة وفق أغلب الاحصائيات التي أجريت في الفترة الأخيرة.

واعتبرت نورهان مصطفى أن واحدة من أهم آثار التغيرات المناخية السلبية هو ارتفاع معدل العنف الممارس على النساء باعتبارهن الطرف الأضعف مقارنة بالرجال ومن ثم يقوم الرجال بتفريغ طاقاتهم من خلال تعنيفهن.

وأكدت أن ربات المنازل تطالبن باحتياجاتهن وهذا يعد السبب الرئيسي للخلافات التي ارتفع معدلها في الفترة الأخيرة، مشيرة إلى أن هناك عدد من الأزواج أجبروا نسائهم للخروج من أجل العمل للمساهمة في الإنفاق على أسرهم.