جمانة خليل: هدف جمعيتنا هو فرز وتوثيق وترميم الآثار التاريخية والمحافظة عليها

هناك العديد من الآثار والمواقع التاريخية في سوريا تشهد على ثراء حضارتها. كما أنها شاهدة على الحياة والثقافة الإنسانية المشتركة

قيمت جمانة خليل رئيسة جمعية أوريانت الشرق لحماية التراث السوري عمل جمعيتهم وقالت "حبي للآثار والمواقع التاريخية دفعني إلى تطوير مثل هذا العمل. والهدف من هذه الجمعية هو فرز وتوثيق وترميم وحماية الآثار التاريخية والحفاظ عليها. فالآثار ليست قطع تاريخية فحسب، بل تحتوي أيضاً على حضارة مليئة بالمعرفة".

روج هوزان

قامشلو ـ هناك العديد من الآثار والمواقع التاريخية في سوريا تشهد على ثراء حضارتها. كما أنها شاهدة على الحياة والثقافة الإنسانية المشتركة. ومع مرور الوقت، تم العثور على الآثار التي تركها الناس القدماء وراءهم والتي تظهر كل قطعة منها تاريخاً ذات خصائص مختلفة. لكن الحرب في سوريا دمرت العديد من الآثار والمواقع التاريخية وعرضتها للنهب والبيع، كما تُركت العديد من المواقع والتلال التاريخية بدون حماية مما سمح بغزو الحضارة الإنسانية.

جمانة خليل البالغة من العمر 22 سنة تعيش في مدينة قامشلو في شمال وشرق سوريا، وهي طالبة جامعية تدرس في كلية التجارة والاقتصاد في جامعة الفرات. كانت جمانة خليل تحب الآثار التاريخية منذ الصغر وأرادت أن تحقق حلمها. لذا وفي عام 2020 قامت مع مجموعة من الأصدقاء بتأسيس وإدارة جمعية أوريانت الشرق لحماية التراث السوري. حيث تهدف هذه الجمعية إلى حماية الآثار والمواقع التاريخية وتجديدها وتوثيقها. وللتعرف على أعمال وأنشطة الجمعية كان لوكالتنا لقاءً مع جمانة خليل رئيسة جمعية أوريانت الشرق لحماية التراث السوري.

 

"هدف جمعيتنا هو الاعتناء بالآثار والمواقع التاريخية"

عبرت جمانة خليل عن حبها للآثار التاريخية واستهلت حديثها بالقول "حبي للآثار والمواقع التاريخية كان سبب تطويري لمثل هذا العمل. ولأنه كان لدي حب منذ الطفولة وجدت أنه من واجبي التعريف والحفاظ على الآثار في منطقتي. فالهدف من جمعيتي هو فرز هذه الأثار وتوثيقها وترميمها. فقد رأينا أن العديد من تلالنا وآثارنا تُنهب وتُدمّر وتُخفى أثناء هجمات داعش على مناطقنا، لذلك أردت الاعتناء بهذه الآثار وحمايتها. والآن أيضاً في المدن المحتلة مثل عفرين وسري كانيه وكري سبي يتم سرقة العديد من الآثار من المواقع الأثرية ويتم بيعها في الخارج، وهذا يعد هجوماً على الحضارة الإنسانية. يجب أن نفعل كل ما في وسعنا لخدمة وحماية تاريخنا وثقافتنا. لأن الناس الذين ليس لديهم تاريخ سيكونون بدون مستقبل وتراثنا يحدد تاريخنا".

 

"قامت جمعيتنا بعمل هام في المواقع الأثرية"

لفتت جمانة خليل الانتباه إلى الأعمال والأنشطة التي قامت بها جمعيتهم حتى الآن، "على مدى العامين الماضيين، قامت جمعيتنا بالعديد من الأعمال والأنشطة الهامة والمثمرة. نظمنا أولاً حملة ترويج وتوعية بالتراث وأعطينا ندوات حول أهمية حماية الأثار في القرى المحيطة بالتلال التاريخية. كما قمنا بتنفيذ أعمال مهمة في مواقع أثرية تاريخية مثل تل بيدر وكري موزان، حيث قمنا باستخراج آثارها وجمعناها معاً. مهمتنا الأخرى كانت فرز وتوثيق البعثات الأجنبية التي عملت في مناطقنا قبل عام 2011، لأنه بعد عام 2011 لم تعمل هنا أي بعثات أجنبية بشأن الآثار. نريد حماية المواقع والآثار التي عثرت عليها البعثات سابقاً من الدمار، وقد تمكنا من المضي قدماً في هذا العمل بمساعدة من مديرية الآثار. الآن ومن خلال استهداف المدارس، نريد تعليم الأطفال وتوعيتهم بالتراث الثقافي وأهميته حتى يتمكنوا من التعرف على تاريخ المنطقة. وفي هذا الصدد، وبمساعدة المعلمين قمنا بتقديم ندوات للأطفال وعرض صور للمواقع الأثرية. أحياناً نصطحب الأطفال إلى الأماكن التاريخية لنتمكن من خلق اهتمام بالتراث لدى جيل المستقبل أيضاً. بعد هذه الحملات تلقينا الكثير من المساعدة من الناس. الآن شعوب منطقتنا على دراية بحماية الآثار والتراث ونتمنى أن يستمر هذا".

 

"وجودنا يرجع إلى تاريخنا وآثارنا"

كشفت جمانة خليل عن خطة جمعيتها لحماية التراث في سوريا واختتمت حديثها بالقول "جمعيتنا هي بالفعل أول مركز توثيق في شمال وشرق سوريا. ولدينا أيضاً خطة للمستقبل وهي أن نتمكن بالفعل من الوصول إلى جميع المواقع الأثرية التاريخية وحماية آثارها. فوجودنا اليوم هو بفضل آثارنا، وبفضل تاريخنا. فالآثار ليست مجرد قطع تاريخية فحسب، إنها تحتوي أيضاً على حضارة مليئة بالمعرفة".

 

https://1128498596.rsc.cdn77.org/video/17-04-2022-qamislo-cumana-xelil-parzvana-sunwaren-diroki%20%281%29.mp4